التراميديكا للصناعات الدوائية

 


 


 


 


 
 


 


الدراسات »  دراسات جديدة »

مضاعفات دوائية مُحددة مسؤولة عن العديد من حالات الطوارئ في المشافي

مضاعفات دوائية مُحددة مسؤولة عن العديد من حالات الطوارئ في المشافي

توصلت دراسة فيدرالية حديثة إلى أن ما نسبته 4 في الألف من الأمريكيين يذهبون سنوياً إلى أقسام الطوارئ في المشافي بسبب مضاعفات أو مشاكل متعلقة بالأدوية، وأن النسبة ترتفع بين البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة، لتصل إلى واحد في المائة.
وأشار الباحثون إلى أن أدويةً مُعينة لا تزال هي السبب الأكبر وراء تلك المشاكل، مثل مميعات الدم، وأدوية السكري، والمضادات الحيوية، حيث كانت مسؤولة عن حوالي 47 في المائة من حالات زيارة قسم الطوارئ في العامين 2013 و 2014.
أما لدى المُسنين خاصةً، فقد توجهت أصابع الاتهام نحو المميعات الدموية وأدوية السكري والمسكنات الأفيونية، حيث كانت مسؤولة عن حوالي 60 في المائة من حالات زيارة أقسام الطوارئ.
يقول المعد الرئيسي للتقرير الدكتور دانيال بدنيتز، مدير برنامج سلامة الأدوية في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC: "لا تزال نفس الأدوية هي المسبب الأكبر للمضاعفات والمشاكل".
ويُضيف بدنيتز: "تختلف أسباب المشكلة بين كل دواء وآخر، ولا يمكن استخلاص سبب واحد يقف وراءها جميعاً. فعلى سبيل المثال ينبغي على المرضى الذين يتناولون المميعات الدموية أن يقوموا بإجراء اختبارات دموية بصورة منتظمة للتأكد من عدم وجود خطر كبير للنزف الداخلي. وتظهر المشاكل عند عدم وجود مراقبة كافية للعوامل المضادة للتخثر، أو عندما يحصل تداخل دوائي ما. أما مرضى السكري الذين يتناولون الإنسولين، فقد تظهر المشاكل لديهم عندما ينخفض مستوى السكر لدرجات كبيرة، فإذا نسي المريض تناول الطعام أو نسي أخذ جرعة دوائية فقد يُغمى عليه ويسقط ويكسر أحد عظام جسمه".
ويُضيف: "من الصعب ضبط الأمور دائماً بشكل مثالي وصحيح".
وبحسب مُعدي الدراسة، فعلى الرغم من أن تناول الدواء في المستشفى يُعد خياراً آمناً أكثر مقارنةً مع تناوله في المنزل، إلا أنه من الصعب أيضاً إلغاء احتمال حدوث خطأ ما.
قام الباحثون بمعاينة بيانات أكثر من 42  ألف حالة مسجلة في أقسام الطوارئ بين العامين 2013 و 2014. وقد اشتملت تلك الحالات على مشاكل في تناول أدوية تُصرف بموجب وصفة طبية وأخرى تصرف بدون وصفة طبية، بالإضافة إلى مشاكل مترافقة مع تناول مكملات غذائية، أو أخذ لقاحات.
اشتملت المضاعفات على ردات الفعل التحسسية تجاه المادة الدوائية، وتناول جرعة زائدة من الدواء، أو تسمم طفل بمادة دوائية. وقد كانت 27 في المائة من الحالات خطرة لدرجة تتطلب إقامة المريض في المستشفى.
وبالنسبة للأطفال، فقد كانت المشاكل المرتبطة مع المضادات الحيوية هي الأبرز، إذ شكلت ما نسبته 56 في المائة من حالات الطوارئ المتعلقة بالأدوية عند الأطفال دون عمر خمس سنوات.
أما بالنسبة للشريحة العمرية بين 6 إلى 19 سنة، فقد جاءت المضادات الحيوية في المركز الأول، تلتها مُضادات الذهان، وهي أدوية تُوصف في سياق علاج الاضطرابات السلوكية عند الأطفال.
يقول الباحثون أن عدد زيارات أقسام الطوارئ بسبب مشاكل متعلقة بالأدوية قد بلغ حوالي 1.3 مليون زيارة سنوياً في كل من العامين 2013 و 2014. في حين بلغ الرقم حوالي 700 ألف زيارة في كل من العامين 2005 و 2006. وعلى الرغم من هذا الفارق الكبير، فإنه من الصعب التنبؤ ما إذا كانت معدلات زيارة أقسام الطوارئ بسبب مشاكل متعلقة بالأدوية قد ازدادت أم لا، وذلك بسبب عدم توفر بيانات كافية حول كمية استخدام الأدوية المعنية في تلك السنوات.
يقول بدنيتز: "أعتقد أن أحد الحلول لهذه المشكلة يكمن في تبني نظام حوافز للأطباء لكي يشجعهم على اتخاذ إجراءات محددة، مثل الطلب من المرضى المشاركة في برنامج دوري لفحص الدم للتأكد من مستوى العوامل المضادة للتخثر لديهم".

جرى نشر نتائج الدراسة في الثاني والعشرين من شهر نوفمبر الحالي في مجلة الجمعية الأمريكية للطب JAMA.