التراميديكا للصناعات الدوائية

 


 


 


 


 
 


 


الدراسات »  دراسات جديدة »

 دراسة حديثة: الجرعات العالية من الستاتينات تُعزز مُعدلات النجاة!

دراسة حديثة: الجرعات العالية من الستاتينات تُعزز مُعدلات النجاة!

توصلت دراسة حديثة ضخمة إلى أن الجرعات الأعلى من أدوية خفض الكولسترول المعروفة باسم الستاتينات تساعد على تعزيز مُعدلات النجاة عند فئة معينة من المرضى.

قام الباحثون بمتابعة أكثر من نصف مليون مريض مُصابين بأشكال مختلفة من الأمراض القلبية الوعائية. ووجد الباحثون بأن معدلات النجاة ازدادت بنسبة تسعة في المائة عندما تناول المرضى جرعات عالية من الستاتينات، وذلك بالمقارنة مع تناول جرعات متوسطة منها على مدى سنة واحدة.

وبحسب مُعدي الدراسة، فإن المقصود بالجرعة العالية من الستاتينات، وتُسمى أيضاً بالمعالجة المكثفة بالستاتينات، هي الجرعة اليومية التي تتراوح بين 40 إلى 80 ملغ من عقار أتروفاستاتين atorvastatin (الاسم التجاري ليبيتور Liptior) أو الجرعة اليومية التي تتراوح بين 20 إلى 40 ملغ من عقار روسوفاستاتين rosuvastatin (الاسم التجاري كريستور Crestor).

تقول المُعدة الرئيسية للدراسة، الدكتورة فاطمة رودريغز، الباحثة بكلية الطب بجامعة ستانفورد الأمريكية: "خلافاً لدراساتٍ سابقة، فقد اشتملت دراستنا على مرضى تجاوزت أعمارهم 75 سنة. وأظهرت النتائج بأن هؤلاء المرضى أيضاً يستفيدون بصورة أكبر من جرعات الستاتينات المرتفعة مقارنةً مع الجرعات المتوسطة".

وتُضيف رودريغز: "إن الخلاصة الأهم من هذه الدراسة هي أنه إذا كنت مُصاباً بمرض قلبي وعائي، فينبغي أن تتبع معالجة مكثفة بالستاتينات وأن يصف لك الطبيب أعلى جرعة يمكنك تحملها".

وبحسب رودريغز، فإن المشكلة تكمن في أن المؤسسات الصحية الكبرى التي تُصدر التعليمات الإرشادية حول جرعات الأدوية لم تتفق فيما بينها حتى الآن بخصوص جرعات الستاتينات الأمثل لمرضى القلب.

اشتملت الدراسة الحالية على حوالي نصف مليون رجل وعشرة آلاف امرأة، بلغ متوسط أعمارهم 68.5 سنة في بداية الدراسة، وكانوا جميعاً من العسكريين المتقاعدين. كان 30 في المائة من المشاركين يتناولون جرعاتٍ عالية من الستاتينات، في حين أن 45 في المائة منهم كانوا يتناولون جرعاتٍ متوسطة منها، و 7 في المائة منهم يتناولون جرعات ضئيلة، وكان ما نسبته 18 في المائة منهم يتناولون الستاتينات بصورة غير منتظمة أو متقطعة.

عاين الباحثون في هذه الدراسة ما يُسميه الخبراء التأثير الوقائي الثانوي للستاتينات secondary prevention، ويعني الفائدة التي يُحققها العلاج عند الشخص الذين أُصيب سابقاً بمرض قلبي.

وعند الحديث عن تفسير نتائج الدراسة، تقول رودريغز إن ذلك قد يعود جزئياً إلى فعالية الدواء في خفض مُعدلات الكولسترول منخفض الكثافة LDL، وهو الكولسترول السيء.

أما في معرض التعليق على نتائج الدراسة، فيقول كل من الدكتور روبيرت بوناو والدكتورة كلايدي يانسي، الأستاذان بكلية الطب بجامعة فينبرج الأمريكية أن نتائج الدراسة مهمة وجليّة. وبحسب رأيهما فإن مُعدي الدراسة قد قدموا دليلاً علمياً حاسماً حول قدرة الجرعات المرتفعة من الستاتينات على خفض معدلات الوفيات عند متابعة المرضى لعام واحد فقط. وإن اشتمال الدراسة على مرضى تجاوزوا الخامسة والسبعين من العمر هو أمر إيجابي ويجب أن يتعزز بالمزيد من الدراسات.

جرى نشر نتائج الدراسة في التاسع من شهر نوفمبر الحالي في مجلة طب القلب والأوعية الدموية التي تُصدرها الجمعية الأمريكية للطب JAMA Cardiology.