التراميديكا للصناعات الدوائية

 


 


 


 


 
 


 


الأمراض »  أمراض الغدد الصم »

داء غريفز

داء غريفز

الغدة الدَّرقيَّةُ هي غُدَّة في مقدِّمة العُنق، لها شكل الفراشَة، تقعُ فوق مستوى عظم الترقوة. وتتحكَّم هرموناتُ الدرقيَّة بسرعةِ الكثير من النشاطات في الجسم، ومن ذلك سرعة حرق السُّعرات الحراريّة وسرعة نبضات القلب. إذا كانت الدرقيَّةُ نشيطة زيادة على اللزوم، فسوف تصنع هرمونات درقيَة أكثر من حاجة الجسم، ونسمِّي ذلك فَرط الدرقيَّة. داء غريفز، وهو اضطراب مناعة ذاتية، هو السببُ الأكثر شُيوعاً لفَرط الدرقيَّة. وقد تتفاوت الأعراضُ من شخصٍ لآخر؛ ولكن، تتشتمل الأعراض الشائعة الحاصلة بسبب فَرط الدرقيّة ما يلي:
    العصبيَّة أو التهيّج.
    تقلبات المزاج.
    التعب أو الضعف العضلي.
    عدم تحمّل الحرارة.
    صعوبة النوم.
    رُعاش اليدين.
    دقات قلب سريعَة وغير مُنتظمة.
    تبرُّز مُتكرر أو إسهال.
    نقص الوزن.
الدُّراق، وهو درقية مُتضخمة قد تسبّب بأن تبدو الرقبة مُنتفخة.
ونكونُ الأعراضُ الأخرى خاصة بداء غريفز، وتتشتمل ما يلي:
تَثخُّن واحمرار الجلد على حرف عظم الظنبوب (عظم الساق).
جُحوظ العينين.
تغّيم الرؤية أو نقص البصر.
الرؤيَة المُضاعفة (الشَّفع).
لتشخيص داء غريفز، سوف يتفحّص الطبيب أعراض المريض وفحوصه الدمويّة، ويجري تصويراً للغدة الدرقية أحياناً. ويكونُ العلاج بالأدوية أو العلاج باليود المُشعّ أو بجراحة الدرقيّة. ولا يوجد علاج واحد يُناسب جميع المرضى.


مقدمة:
داءُ غريفز هو السَّببُ الأكثر شُيوعاً لفَرط الدرقيّة، أي الغدة الدرقيّة مُفرطة النشاط. والدرقيّةُ هي غدة في العُنق لها شكل الفراشة. تصنعُ الغدّةُ الدرقية، إذا كانت نشيطة، هرمونات دَرقيّة أكثر من حاجة الجسم، ويُمكنُ لهذا أن يُؤثّر في أجزاء مختلفة كثيرة من الجسم، ويُسبّب الكثير من المشاكل الصحية. وقد تشتمل المعالجةُ على الأدويةَ أو الجراحة أو مُعالجات أخرى، و لا يوجد علاجٌ واحد يُناسب الجميع. تشرحُ هذه المعلوماتُ الصحية داء غريفز، وتتناولُ أعراضَه وأسبابه، بالإضافة إلى كيفية تشخيص هذا الاضطراب وعلاجه.


الغدة الدرقيَّة:
الدرقيَّةُ غُدة توجد في مُقدمة العُنق، وتتوضَّع تحت الحنجرة. للدرقيّة جزآن وشكل يُشبه الفراشة، ويُعرف هذين الجزئين باسم الفصَّين. تصنعُ الدرقيّة هرمونات تُؤثّر في سُرعة القلب وضَغط الدم وحرارَة الجسم والوَزن.


الأسباب:
داءُ غريفز هو داءٌ مناعي ذاتي، أي أنّ جهاز الجسم المناعي يُهاجم أنسجة الجسم عن طريق الخطأ. يُساعد الجهازُ المناعي، في الأحوال الطبيعيّة، على الحفاظ على صحَّتنا عن طريق مكافحة الجراثيم وباقي الأجسام الغريبة؛ إلا أنّ الجهازَ المناعي لا يَتصرف بشكلٍ طبيعيّ بوجود مرض مناعي ذاتي. يصنعُ الجهازُ المناعي بوجود داء غريفز أضداداً تسبّب بأن تصنع الغدّة الدرقيّة هرموناتٍ درقيّة أكثر من حاجة الجسم، ويُسمى هذا في حال حُدوثه باسم الدرقيَّة مُفرطة النشاط، أو فَرط الدرقيَّة. داءُ غريفز هو مُجرد سبب واحد للغدَّة الدرقية مُفرطة النشاط. تتسبَّب الدرقيَّةُ مُفرطة النشاط بتسارع كل وَظائف الجسم، بما في ذلك سُرعة القلب والاستقلاب. والاستقلابُ هو السرعة التي يُحول الجسم بها الطعام إلى طاقة. ويمكنُ للدرقية مُفرطة النشاط أن تُؤثّر كذلك في:
درجة حرارَة الجسم.
مُستويات الكولسترول.
القوَّة العضلية.
الدورات الطمثيَّة عندَ النساء.
الوَزن.

هُناك العديد من العَوامل التي قد تُحرّض على بدء داء غريفز وهي:
الحمل في غُضون آخر 12 شهر.
المُعاناة من توتُّر شَديد أو صَدمة عاطفيّة.
الإصابة بعدوى.

تشتمل عواملُ الخُطورَة الأخرى للإصابة بداء غريفز على:
o    الجنس المؤنّث.
o    وجود جينات مُعيّنة.
o    الإصابة بأمراض مناعة ذاتية أخرى، مثل الذئبة أو التهاب المفصل الروماتويدي.

كما أنّ وجود سَوابق عائليّة للإصابة بأمراض مناعة ذاتيّة يرفع خُطورة إصابة الشخص بداء غريفز.


الأعراض:
تبدأ الأعراضُ غالباً في العشرينيات والثلاثينيات من العُمر، مع أنها قد تحدث في أي عمر. قد يكونُ لدى مرضى داء غريفز الأعراض الشائعة لفَرط الدرقيّة، بما في ذلك:
التعب أو الضعف العضلي.
العصبيّة أو التهيُّج.
الحساسيّة للحرارة وازدياد التعرُّق.
مشاكل النوم.

كما قد يتسبّب فرط الدّرقيّة بما يلي:
التبرُّز المتكرِّر أو الإسهال.
رُعاش اليدين.
ضربات قلب سَريعة وغير مُنتظمة.
خسارة وزن غير مُعلَّلة.

قد يُؤثّر فَرط الدرقيَّة عند النساء في الدورة الطمثية، وقد تشكو المُصابات بداء غريفز من:
طمث أخف ودورات أقل تكراراً.
صعوبة في الحمل.

قد يتسبّب فرطُ الدرقيّة وداء غريفز بالإصابة بالدُّراق، وهو غُدّة درقيّة مُتضخمة قد تتسبَّب بأن تبدو الرقبة مُنتفخة، وقد يؤثّر في التنفُّس والبلع الطبيعي. لا تُلاحظ بعض أعراض داء غريفز عند المُصابين بفرط الدرقيَّة نتيجة أسباب أخرى، وتشتمل تلك الأعراض على:
المشاكل العينيّة.
تسمُّك واحمرار الجلد على حافّة عظم الظنبوب (عظم الساق).

يُطلق على المشاكل العينيّة الحاصلة بسبب داء غريفز اسم مشاكل العين في داء غريفز. وتشتمل أعراضُها:
•    جحوظ العينين.
•    تغيم الرؤية أو نقص الرؤية.
•    الرؤية المزدوجة.
•    عينين جافتين متهيجتين.
•    ضغطاً أو ألماً في العينين.
•    حساسية تجاه الضوء.

يمكن التحدث مع مُقدّم الرعاية الصحيّة في حال ملاحظة أي من تلك الأعراض أو ملاحظات أخرى؛ فاكتشافُ المُشكلة مبكراً يجعل المعالجة أسهل في مُعظم الحالات.


التشخيص:
سوف يسأل مُقدّم الرعاية الصحيّة في البداية عن الأعراض، وعن السوابق الطبية العائلية والشخصية. وسيجري مُقدمُ الرعاية الصحية فحصاً جسدياً، حيثُ سيجس العُنق والغدّة الدرقيّة، وقد يطلبُ من المريض أن يبلعَ ليحدِّد ما إذا كانت الغدّة تقوم بوظيفتها بشكلٍ طبيعيّ. سوف تُؤخَذ عيّنة من الدم، وتُرسَل إلى المُختبر لفحصها. يُطلقُ على فحصٍ آخر قد يتم اجراؤه اسم قَبط أو التقاط اليود المُشع، وهو يميّز مقدار اليود الذي تمتصُّه الدرقيّة. ويُشير القَبط المُرتفع للإصابة بداء غريفز. وقد يكون هذا الفحص مفيداً في استبعاد الأسباب الأخرى للدرقيَّة مفرطة النشاط. قد يُجرى تصوير درقي، ويُظهر هذا الفحص كيفيّة ومكان توزُّع اليود في الغدة الدرقيَّة. تًصاب كامل الغدّة الدرقيّة في داء غريفز، ويبرزُ اليود في كامل الغدّة.


العلاج:
هناكَ ثلاثة خيارات علاجية لداء غريفز. وهي:
الأدوية.
المُعالجة باليود المُشع.
الجراحة.

تمنع الأدويةُ المُستخدمة لعلاج داء غريفز الغدةَ الدرقيّة من صُنع الكثير من الهرمون الدرقي. ولا تُستخدم هذه الأدوية عُموماً لأكثر من سنة أو سنتين. تعودُ الغدةُ الدرقيّة عند بعض المرضى لطبيعتها عند إيقاف الأدوية، غيرَ أنَّ الدرقيّة مُفرطة النشاط تعود عندَ معظم المرضى. يبتلع المريضُ في المُعالجة باليود المُشعّ قرصاً دوائياً يحوي اليود المُشعّ، وهو نوعٌ من اليود الذي يتلف الدرقيّة عن طريق الإيصال المُحدّد لليود إلى الخلايا الدرقيّة مُفرطة النشاط. يدمر الإشعاعُ الخلايا الدرقية، ممَّا يتسبّب بتصنيع أقلّ للهرمون الدرقي. تشفي المُعالجةُ باليود المُشع الدرقيةَ مُفرطة النشاط، غير أن المريض سيحتاج على الأغلب لأخذ الهرمون الدرقي طوال حياته ليستعيض الهرمونَ الدرقي الضروري، والذي لا يعود بإمكان الجسم تصنيعه. الجراحةُ هي الخيار العلاجي الثالث لداء غريفز، حيث تُستأصل مُعظم أو كل الغدة الدرقية لشفاء الدرقية مُفرطة النشاط. وكما في المعالجة باليود المُشع، سيحتاج المريضُ لأخذ الهرمون الدرقي ليعوض الهرمون الدرقي الضروري، والذي لا يعود بإمكان الجسم تصنيعه. كما قد يَصف مُقدمُ الرعاية الصحية بالإضافة لتلك العلاجات دواءً حاصراً لبيتا، وحاصرات بيتا هي أدوية تحصرُ بعض تأثيرات الهرمون الدرقي على الجسم. ويبطئ هذا سرعةَ القلب ويخفِّف باقي الأعراض. تعملُ حاصرات بيتا سَريعاً. وهي قد تُساعد المريض على الشُعور بالتحسّن بانتظار أن تقومَ علاجاته بعملها. قد يُؤدي داءُ غريفز، في حال تركه دون علاج، إلى العديد من المَشاكل الصحيّة، والتي تشتمل على المَشاكل القلبية وضعف العظام وحتى الموت. ولذلك، من المُهمّ الحصول على علاج لداء غريفز واتباع توجيهات مُقدم الرعاية الصحيّة.


الخلاصة:
داءُ غريفز هو السَّبب الأكثر شُيوعاً لفَرط الدرقيّة، أي الغدة الدرقيّة مُفرطة النشاط. والدرقيّةُ هي غدة في العُنق لها شكل الفراشة. تصنعُ الغدّةُ الدرقية إذا كانت نشيطة هرمونات دَرقيّة أكثر من حاجة الجسم، ويُمكنُ لهذا أن يُؤثّر في أجزاء مختلفة كثيرة من الجسم، ويُسبّب الكثير من المشاكل الصحية. تتسبَّب الدرقيَّةُ مُفرطة النشاط بتسارع كل وَظائف الجسم، بما في ذلك سُرعة القلب والاستقلاب. ويمكنُ للدرقية مُفرطة النشاط أن تُؤثّر كذلك على:
درجة حرارَة الجسم.
مُستويات الكولسترول.
القوة العضلية.
الدورات الطمثيَّة عندَ النساء.
الوَزن.

قد تُستخدمُ الفحوص الدموية وربما تصوير الدرقية لتشخيص داء غريفز. وقد يشتمل علاجه على الأدوية أو الجراحة أو مُعالجات أخرى. ولكن، لا يوجد علاج واحد يناسب الجميع