التراميديكا للصناعات الدوائية

 


 


 


 


 
 


 


الأمراض »  أمراض الجهاز العصبي »

السكتة الدماغية

السكتة الدماغية

السكتة هي حالة طبية إسعافية. وتحدث السكتة عندما يتوقف تدفق الدم إلى الدماغ فيبدأ موت خلاياه خلال دقائق فقط. وهناك نوعان من السكتات. يحدث النوع الأكثر شيوعاً بسبب وجود جلطة دموية تسد أحد الأوعية الدموية في الدماغ. ويُدعى هذا النوع باسم "السكتة الإقفارية". وأما النوع الثاني فهو يدعى باسم "السكتة النزفية" ويحدث بسبب تمزق أحد الأوعية الدموية وحدوث نزيف في الدماغ. كما تحدث السكتات الصغيرة، أو "النوبات الإقفارية العابرة"، عندما ينقطع تدفق الدم إلى الدماغ فترة وَجيزَة فقط. أعراض السكتة هي: • خَدَر أو ضَعف مُفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق، وخاصة في أحد جانبي الجسم فقط. • تَشوش مفاجئ، أو صعوبة في الكلام أو في فهم ما يُقال. • صعوبات مفاجئة في الرؤية، وذلك في عين واحدة أو في العينين معاً. • صعوبة مفاجئة في المشي، وشعور بالدوخة أو فقدان للتوازن أو لتناسق الحركة. • صُداع شديد مفاجئ من غير سبب معروف. إذا ظهر لدى المرء أي عَرَض من هذه الأعراض فإن عليه أن يتوجه إلى المستشفى فوراً لبدء المعالجة. وتهدف معالجة السكتات الحادة إلى وقف السكتة خلال حدوثها عن طريق إذابة الجلطة الدموية سريعاً أو عن طريق وقف النزف. وأما إعادة التأهيل بعد الإصابة بالسكتة فهي تساعد المريض في تجاوز حالة العَجز الناتجة عن الضرر الذي سببته السكتة. إن المعالجة الدوائية باستخدام مُمَيعات الدم هي المعالجة الأكثر شيوعاً للسكتات.

المقدمة
السكتة أو "النوبة الدماغية" هي حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الموت أو إلى إعاقة كبيرة. وهي من الأسباب الرئيسية للموت كما أنها أكثر أسباب الإعاقة شيوعاً عند البالغين. يشرح هذا البرنامج التثقيفي ما هي السكتة. ويناقش أسبابها وعلاماتها ومتى يتوجب التوجه إلى قسم الإسعاف. كما يقدم لمحة عن خيارات المعالجة وعن التعليمات التي تعطى للمريض عند تخريجه من المستشفى، إضافة إلى معلومات عن سبل الوقاية من السكتة.

ما هي السكتة؟
يسيطر الدماغ على معظم وظائف الجسم. فهو يتيح لنا أن نفكر ونفهم ونتكلم ونتحرك ونشعر. ولكي يعمل الدماغ على نحو جيد فهو يحتاج باستمرار إلى الأكسجين والغلوكوز. يحمل الدم الأكسجين والغلوكوز إلى الدماغ. تحدث السكتة حين يعجز الدم عن الوصول إلى الدماغ. وإذا لم يتلق الدماغ التروية الدموية الكافية، فإن خلاياه تبدأ بالتلف ويعجز الدماغ عن القيام بوظيفته على نحو جيد. وطالما أن الدماغ يسيطر على معظم وظائف الجسم، فإن السكتة يمكن أن تؤثر على الجسم كله. ويمكن أن تتدرج آثار السكتة من آثار خفيفة إلى آثار شديدة. يمكن أن ينجم عن السكتة شلل ومشاكل عاطفية وصعوبات في التفكير والنطق. هناك 3 أنواع من السكتات:
نوع يدعى النوبة الإقفارية العابرة وهي "سكتة خفيفة". وهي تحدث حين ينسد أحد الشرايين التي تغذي الدماغ انسداداً مؤقتاً. ينجم عن هذا الانسداد أعراض تشبه أعراض السكتة وتستمر من بضع ثوان إلى بضع ساعات.
نوع من السكتة يدعى السكتة الإقفارية، ويمكن أن تحدث حين ينسد وعاء دموي أو يتضيق بسبب الترسبات الدهنية التي تدعى اللويحة. حيث يمكن أن تتجمع خلايا الدم حول اللويحة وتشكل جلطة دموية تعيق تدفق الدم إلى الدماغ.
نوع يدعى السكتة النزفية. وهي تحدث حين يتمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ، حيث يتسرب الدم إلى المادة الدماغية فيتلف بعض الخلايا ويحرم خلايا أخرى من تلقي الدم الذي تحتاجه كي تبقى حية.


الأسباب
يمكن أن تنجم السكتات عن مشاكل قلبية أو عن ارتفاع الكولسترول أو عن تشكل لويحات داخل الشرايين. ويمكن أن تنجم أيضاً عن ارتفاع الضغط الشرياني وعن الأمراض التي تجعل الدم ميالاً إلى التخثر أكثر من الطبيعي. يمكن أن يتراكمَ الكولستيرول، ويؤدِّي تراكمُه إلى انسداد الشريان السُّباتي والشرايين الفقرية بالرواسب أو اللويحات الدهنية، ممَّا يؤدي إلى تقليل جريان الدم إلى الدماغ، ومن ثَمَّ حدوث السكتة الدماغية. يمكن أيضاً أن تنفصل أجزاء من اللويحة وتنتقل عبر الشرايين إلى الدماغ مما يؤدي إلى انسداد الشرايين الصغيرة الأمر الذي يمكن أن ينجم عنه أيضاً سكتات تسمى هذه الحالة بالصمّة. وحين تؤدي جلطة دموية إلى انسداد أوعية دموية في الدماغ أو الرقبة فإنها تدعى داء الخثار. قد تؤدي المشاكل القلبية إلى تشكل جلطات دموية داخل القلب. بعض هذه الجلطات يمكن أن ينفصل وينتقل إلى الدماغ مؤدياً إلى انسداد أوعية دموية في الدماغ مما يسبب السكتة. هذه الحالة تسمى الانصمام. حين يكون الضغط الشرياني لدى الشخص مرتفعاً منذ وقت طويل، يمكن أن تتأذى الأوعية الدموية في الدماغ. ارتفاع الضغط الشرياني يمكن أن يسبب تضيقاً في الأوعية الدموية وهذا بدوره قد يسبب سكتة. وحين تصبح الشرايين ضيقة نسمي الحالة التضيق. كما أن ارتفاع الضغط الشرياني يمكن أن يضعف الأوعية وهذا ما قد يؤدي إلى النزف داخل الدماغ. إن التدخين وتعاطي المخدرات يزيدان من مشاكل الأوعية الدموية ومن السكتات. قد تؤدي التشوهات في الأوعية الدموية للدماغ الى النزف أيضاً. وتتضمن هذه التشوهات أمهات الدم والتشوهات الشريانية الوريدية. أمهات الدم هي تشوهات صغيرة في شرايين الدماغ على شكل البالون. التشوهات الشريانية الوريدية هي روابط غير طبيعية بين الشرايين والأوردة في الدماغ. تكون كل من جدران التشوهات الشريانية الوريدية وأمهات الدم أضعف من الشرايين الطبيعية ويمكن أن تنزف بسهولة مما يؤدي الى حدوث السكتة. للحد من خطر الموت أو الإعاقة الناجمة عن السكتة عليك:
أن تتمكن من معرفة علامات إنذار السكتة بحيث تخضع إلى معالجة فورية.
أن تغير العادات التي يمكن أن تلحق الأذى بالأوعية الدموية للجسم. سنناقش هذين الإجراءين في القسم التالي.


العلامات
للحد من خطر الموت أو الإعاقة الناجمة عن السكتة، عليك أن تتعلم ما هي علامات إنذار السكتة حتى تخضع إلى معالجة فورية. تحدث أعراض السكتة بسرعة عادةً. وقد تشمل علامات السكتة أحد العناصر الخمسة التالية أو كلها:
خدر مفاجئ أو ضعف في الوجه أو الذراع أو الساق ولاسيما في جانب واحد من الجسم.
اضطراب مفاجئ في الوعي أو إعاقة في النطق أو الفهم.
اضطراب مفاجئ في الرؤية بإحدى العينين أو بكلتيهما.
اضطراب مفاجئ في المشي أو دوخة أو فقد توازن أو اضطراب في تناسق الحركات.
صداع حاد مفاجئ دون سبب معروف.
أحياناً لا تستمر علامات الإنذار أكثر من لحظات قليلة ثم تختفي. وهذه السكتات القصيرة تعرف باسم "السكتات الصغيرة" أو النوبات الإقفارية العابرة. عليك أن لا تهمل هذه الأعراض حتى لو استمرت فترة قصيرة. عليك مراجعة طبيبك. يمكن أن يتبع هذه "السكتات الصغيرة"، إذا لم تعالج، سكتات أشد قد تؤدي إلى إعاقة دائمة. وقد تؤدي السكتات الحادة إلى الموت أو إلى السبات.

الإسعاف
السكتة هي حالة طبية إسعافية، لذلك تعلم كيف تتعرف على علامات وأعراض السكتة. لا تهمل علامات السكتة حتى إذا اختفت. راجع الوقت. متى بدأت الأعراض الأولى؟ إذا حدثت لديك أو لدى شخص آخر واحدة أو أكثر من علامات السكتة فعليك أن تتصرف. اتصل فوراً بالخدمات الطبية الإسعافية. يمكن أن يكون العلاج أكثر فعالية إذا أعطي باكراً. كل دقيقة لها قيمتها. إذا لم تتمكن من الاتصال بالخدمات الطبية الإسعافية فاطلب من أحد الأشخاص أن يوصلك بالسيارة إلى أقرب مستشفى فوراً.

المعالجة
السكتة الإقفارية هي أكثر أنواع السكتات شيوعاً ويمكن معالجتها بدواء يدعى تي بي إيه (t-PA) يحل الجلطات التي تعيق تدفق الدم إلى الدماغ. من أجل تقييم الحالة ومعالجتها، من المهم جداً الوصول سريعاً إلى المستشفى. إذا حدثت السكتة أو النوبة الإقفارية العابرة، فإن أهم الأشياء التي يجب تذكرها هي:
لا تهمل علامات السكتة حتى لو اختفت.
راجع الوقت. متى بدأت الأعراض الأولى؟
إذا كان هناك واحد أو أكثر من أعراض السكتة واستمر لأكثر من دقائق معدودة، فلا تنتظر، اتصل بالخدمات الطبية الإسعافية.
الاختبارات التي تجرى في قسم الإسعاف تبين ما إذا كانت الأعراض ناجمة عن سكتة أو نوبة إقفارية عابرة أو عن مشكلة طبية أخرى. ويختلف علاج السكتة الناجمة من جراء انسداد شريان عن علاج السكتة الناجمة من جراء تمزق وعاء دموي. في المستشفى قد يصفون لك الأسبيرين أو أي مرقق دم لمنع تشكل جلطات دموية لديك. أيضاً تسمى بعض مرققات الدم الأدوية المضادة للصفيحات، فحين تتناول مرققات الدم يمكن أن تصبح بحاجة إلى اختبارات دموية دورية. وقد يعطونك أيضاً أدوية أخرى حين تكون في المستشفى. ويمكن أن تشمل أدوية لمعالجة ارتفاع الضغط الشرياني و معالجة ارتفاع الكولسترول والمشاكل القلبية وداء السكري. في المستشفى سيناقش فريق العناية الطبية معك الأمور التالية:
ضرورة الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخناً.
ما هي المأكولات أو المشروبات التي عليك أن تتناولها بعد تخريجك من المستشفى.
أي معدات قد تحتاجها لمساعدتك على التحرك.
مجموعات الدعم الخاصة بالسكتة في مجتمعك.
المقابلات الطبية التي يمكن أن تحتاجها مع معالج فيزيائي أو معالج مهني أو اخصائي معالجة النطق.
أهمية استمرار زيارات المتابعة مع طبيبك.
قبل أن تغادر المستشفى، احرص على أن تطرح أي سؤال لديك عن تشخيصك وعن خيارات المعالجة.

الوقاية
الوقاية من السكتات أسهل من معالجتها بعد أن تحدث. يمكنك أن تقي نفسك من تكرار السكتة إذا حدثت واحدة لديك من قبل. هذا القسم يناقش كيفية الوقاية من السكتات. هناك عوامل معينة تزيد من فرص حدوث السكتة. وهذه العوامل تسمى عوامل خطورة الإصابة بالسكتة. إن عوامل الخطورة مختلفة من شخص لآخر. بعض عوامل الخطورة لا يمكن تغييرها، مثل العمر والجنس والعرق. مثلاً، الشخص الأكبر سناً معرض للإصابة بالسكتة عموماً أكثر من الأقل سناً. عوامل الخطورة الأخرى يمكن تغييرها. يمكنك الحد من فرص الإصابة بالسكتة من خلال ضبط:
ارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع الكولسترول.
مرض السكري.
عادات التدخين وتناول الكحول.
الوزن والنشاط الحركي.
من المهم أن تعمل على ضبط عناصر الخطورة التي يمكن ضبطها بالتنسيق مع طبيبك او مزودي الرعاية الصحية الخاصين بك. إن إجراء تغييرات صحية على نمط حياتك يمكن أن يقلل من فرصة إصابتك بالسكتة.

ضبط ارتفاع الضغط الدموي
يدعى ارتفاع الضغط الدموي أيضاً فرط ضغط الدم. وهذا أهم عامل من العوامل المسببة للسكتة. يستحسن أن تحافظ على ضغط الدم دون 80/120 ملم زئبقي. تكون جدران الشرايين عند الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم أضيق من الحد الطبيعي وهذا ما يزيد من فرص السكتة. إليك بعض الطرق التي تمكنك من ضبط ضغط الدم لديك:
حافظ على وزن مناسب وتجنب البدانة.
تجنب الأدوية المعروفة بزيادة ضغط الدم. هذه الأدوية قد توجد في المتممات الغذائية العشبية أو في الأدوية التي تباع دون وصفة طبيب من أجل معالجة التحسس والرشح.
خفف من تناول الملح.
تناول الفواكه والخضار.
مارس الرياضة تحت إشراف طبيبك.
التزم بالدواء الخافض لضغط الدم الذي يصفه لك طبيبك.
إن ضبط ارتفاع الضغط الدموي يساعدك أيضاً على تجنب اعتلال القلب والفشل الكلوي.

ضبط الكولسترول
الكولسترول هو مادة دهنية في الجسم. وحين يكون في الجسم كمية من الكولسترول أكثر مما يحتاج يمكن أن يترسب الكولسترول في جدران الأوعية الدموية ويغلقها. هذه الحالة تسمى التصلب العصيدي. التصلب العصيدي يسبب اعتلال القلب. إن اعتلال القلب هو من الأسباب الأولى للوفاة. اعتلال الشريان التاجي يسبب الكثير من المضاعفات. من خلال ضبط الكولسترول لديك، يمكنك أن تحسن صحة الأوعية الدموية في قلبك وفي دماغك. حين تكون الأوعية الدموية في قلبك سليمة، يقل احتمال إصابتك بالسكتة الناجمة عن الانصمام. يستحسن أن تحافظ على الكولسترول لديك أقل من 200 مغ/لتر وعلى الكولسترول المنخفض الكثافة أقل من 100 مغ/ديسيلتر. يمكنك خفض الكولسترول لديك من خلال:
تناول كمية أقل من صفار البيض.
ممارسة الرياضة وإنقاص الوزن، إذا كان وزنك زائداً.
تناول لحوم بيضاء أكثر من اللحوم الحمراء.
تناول الأدوية الخافضة للكولستيرول.
في الآونة الأخيرة، توصف الأدوية الخافضة للكولستيرول على نحو متزايد. ويصف مقدمي الرعاية الصحية الأدوية الخافضة للكولستيرول بناءاً على الحالة الصحية العامة للمريض وخطورة الإصابة بالأمراض القلبية والسكتات وليس بناءاً على مستوى الكولستيرول عند المريض فقط. يمكن إعطاء مرققات دموية للمرضى الذين لديهم مشاكل قلبية. قد يكون من الضروري فتح شرايين الرقبة عن طريق الجراحة للوقاية من السكتات. وهذه العملية تدعى استئصال بطانة الشريان.

الإقلاع عن التدخين
يرتبط التدخين بتراكم مواد دهنية في الشريان السباتي. يعتبر انسداد هذا الشريان من الأسباب الرئيسية لحدوث السكتة. يعتقد العلماء أن التدخين يؤذي بطانة الشرايين ويسهل تراكم المواد الدهنية عليها مما يؤدي إلى إغلاقها. النيكوتين الموجود في السجائر وغيرها من منتجات التبغ يرفع الضغط الدموي. التدخين يزيد من كثافة الدم ويجعله أكثر ميلاً إلى التخثر. إذا كنت تعاني من الداء السكري أو من مشاكل في ضربات القلب أو في تخثر الدم، فإن تدبير هذه الحالات الصحية يمكن أن يساعدك في الحد من خطر الإصابة بالسكتة. راجع طبيبك واتبع تعليماته بخصوص كيفية تدبير هذه الحالات.

الخلاصة
السكتات مشكلة شائعة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة أو الإعاقة الدائمة. لقد ساعدت التطورات الطبية الأخيرة على زيادة فرص البقاء وعلى تحسين نوعية حياة ضحايا السكتة. السكتة هي حالة طبية إسعافية. إذا شعرت بعلامات السكتة فتصرف فوراً لكل دقيقة قيمتها بالنسبة للشخص الذي يتعرض للسكتة. كلما طالت فترة انقطاع الدم عن الدماغ كلما كان الأذى أكبر. إن العلاج الفوري يمكن أن ينقذ الحياة وأن يعزز فرص الشفاء الكامل.