التراميديكا للصناعات الدوائية

 


 


 


 


 
 


 


الأمراض »  الأمراض الجلدية »

تساقط الشعر

تساقط الشعر

هل تعلمون أنَّكم تخسرون نحو مائة شعرة من شعر الرأس كلَّ يوم؟ ولكنَّ هذا شيء طبيعي، لأن هذه الأشعار تنمو من جديد عند معظم الناس؛ غير أنَّ الكثيرَ من الرجال، وبعض النساء أيضاً، يفقدون شعرهم أكثر مع التقدُّم في السن. كما يمكن أن يفقد المرء شعرَه إذا أُصيب بأمراض محددة كمشاكل الغدة الدَّرقية أو مرض السكري أو الذئبة مثلاً، أو إذا تناول بعضَ أنواع الأدوية أو العلاجات الكيميائية للسرطان. ومن الأسباب الأخرى: الإجهاد والتوتر النفسي، والنظام الغذائي الفقير بالبروتين، ووجود سبب وراثي، وسوء التغذية. يعتمد علاجُ تساقط الشعر على سببه؛ ففي بعض الحالات، يكون علاج السبب حلاً للمشكلة. ومن طرق العلاج الأخرى: تناولَ الأدوية، وتعويض الشعر المفقود.

مقدمة
يعدُّ تساقطُ الشعر مشكلةً شائعة جداً عند الرجال والنساء. وهذا البرنامج موجَّه لمَنْ يعاني من مشكلة تساقط الشعر، ولمن يهتمون بأمره. ولفهم مشكلة تساقط الشعر، لابدَّ من فهم النمو الطبيعي للشعر. ولذلك، يساعد هذا البرنامجُ الصحي التثقيفي على فهم الصلع وتساقط الشعر ومعرفة الأنواع المختلفة من تساقط الشعر وسبل معالجتها.

التشريح
تتألَّف الشعرةُ من مركب كيميائي يُدعى الكيراتين، وهو المركب الكيميائي نفسه الذي تتكون منها أظافر اليدين والقدمين. إن الحُلَيْمَة هي بنية تشريحية توجد في داخل الجلد، وتتخصص في إنتاج الشعرة. ويحيط بالحليمة وبباقي جذر الشعرة الواقع تحت الجلد بنية تشريحية تشبه الكيس وتُدعى الجريب. أمَّا ساق الشعرة فتخرج من الجلد إلى خارج الجسم. وتتكون ساقُ الشعرة من ثلاث طبقات.
  •     القشرة القاسية، وهي الطبقة الخارجية.
  •     القشرة المتوسطة، وهي الطبقة الوسطى.
  •     اللب، وهو مركز الشعرة.
يتوقَّف لونُ الشعرة على الأصباغ المختلفة في القشرة. ومع تقدُّم الإنسان في العمر، يتوقف إنتاج الصباغ، فيصبح لونُ الشعر أبيض أو رمادياً. يبلغ عدد الشعر على رأس كل إنسان حوالي 120 ألف شعرة؛ ويبدو أنَّ عدد الشعر لدى ذوي الشعر الأشقر أكثر منه لدى ذوي الشعر البني أو الأحمر. يغطي الشعرُ كل الجسم ما عدا الشفتين وراحة اليد وأخمص القدم. ويطلق على الشعر الناعم الذي يكاد لا يرى بالعين المجردة الزغب. وهناك ما يقرب من خمسة ملايين شعرة وسطياً على جسم كل شخص. ينمو الشعر من الحليمة في مراحل مختلفة. وقد يستمر نموُّ الشعرة مدة تصل إلى خمس سنوات، وتتوقف هذه المدة على مكان الشعرة في الجسم، وعلى عمر الشخص وحالته الصحية. وبعد خمس سنوات من النمو، تتوقف الشعرة عن النمو وتدخل في طور راحة يمتد اثني عشر أسبوعاً. وبعد طور الراحة، تسقط الشعرة من الجريب، وتبدأ شعرة جديدة بالنمو. ثم تتكرر الحلقة. قد يسقط من شعر الرأس يومياً ما يصل إلى مائة شعرة بشكل طبيعي. يتوقف النموُّ الطبيعي للشعر على التغذية الدموية الجيدة للحليمة وعلى الحالة الصحية للشخص.

الأنواع والأسباب
هناك أنواع متعدِّدة من تساقط الشعر. والنوعُ الأكثر انتشاراً هو الصلع الذي يصيب 95% من مرضى تساقط الشعر. وفي الواقع، لا يعدُّ الصلعُ تساقطاً تاماً للشعر؛ فالشعرُ في الصلع لا يسقط، بل يرتد إلى زغب ناعم لا لون له. والنمطُ الشائع من الصلع وراثي؛ وهو يتعلق بالتغيُّرات الهرمونية في الجسم أيضاً ، لاسيما ارتفاع الهرمونات الذكرية التي تسمى الأندروجينات. وتوجد الأندروجينات عند المرأة أيضاً. لذا، فإن هذا النوع من الصلع يمكن أن يصيبَ الرجال والنساء. ويمكن أن ينجم تساقطُ الشعر عن أنواع مختلفة من الأدوية، مثل المعالجة الكيميائية وأدوية بعض الأمراض مثل النقرس والتهاب المفاصل وأدوية الاكتئاب وخافضات الضغط وأدوية القلب. إن الكميات الكبيرة من الفيتامين أ يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر؛ إلاَّ أن التوقف عن تناول الدواء الذي يسبب تساقط الشعر يسمح للشعر بالعودة إلى النمو الطبيعي. ولكنَّ هذا يجب أن يجري تحت إشراف الطبيب! يمكن للحمل ولأقراص منع الحمل أن تسبب تساقط الشعر. وقد يستمر هذا التساقط حتى ستة أشهر بعدَ التوقف عن تناول أقراص منع الحمل أو بعد الولادة. وبعدئذ، يعود الشعرُ إلى طبيعته دون مشاكل بعيدة الأمد. ومن الحالات الأخرى التي تؤدي إلى تساقط الشعر القابل للتراجع: اضطرابات الغدة الدرقية، والنظام الغذاء الفقير بالبروتين، وانخفاض مستوى الحديد في الدم، وهو أمر شائع عند النساء اللواتي يعانين من النزف الشديد في الدورة الشهرية، والداء السكري، ومرض الذئبة، والعمليات الجراحية الكبرى، والأمراض المزمنة، والعدوى بالفطريات في الرأس. كما يمكن أن يحدثَ تساقط الشعر بسبب شد الإنسان لشعره، إذ يمكن أن يقوم الشخص بشد شعره عمداً بسبب الحالة العصبية، أو عن غير قصد مثلما يحدث عند شد الشعر المجدول بقوة؛ فإذا توقف الشد، فإن الشعر يعاود النمو. ويمكن للمعالجات الكيميائية والحرارية للشعر، مثل وضع الصباغ والتجعيد، أن تضعف الشعر وتؤدي إلى تساقط الشعر. كما أنَّ الإكثارَ من استخدام الشامبو أكثر من مرة في اليوم، وتمشيط الشعر بقسوة، يمكن أن يؤديا أيضاً إلى تساقط الشعر. ويمكن أن يسبب الجهازُ المناعي تساقط الشعر أيضاً؛ فالجهازُ المناعي يدافع عن الجسم ضد الفيروسات والجراثيم والمواد الأجنبية. وقد يخطئ الجهازُ المناعي أحياناً فيظن الجريبات الشعرية مادة أجنبية ويهاجمها؛ فإذا هاجم الجهاز المناعي الجريبات الشعرية، فقد تكون النتيجة تشكُّل بقع خالية من الشعر على فروة الرأس أو الوجه أو أماكن أخرى من الجسم. وتكون البقعُ عادة أكبر من حجم القطعة النقدية. وهذه الحالة تسمى الثعلبة البقعية؛ فالثعلبةُ هي تساقط الشعر، وهي بقعية لأن شكلها يشبه البقعة ذات المحيط الواضح. وفي الحالات الشديدة من مهاجمة الجهاز المناعي لجريبات الشعر، يسقط شعرُ الجسم كله، إذ يهاجم الجهازُ المناعي كل الجريبات الشعرية. لذا، فإنَّ هذه الحالة تسمى الثعلبة الشاملة.

قد يحدث تساقطُ الشعر على شكل بقع واضحة المحيط، وهو ما يطلق عليه الثعلبة البقعية، عند 2% من الناس في مرحلة من مراحل حياتهم. وقد يعزى أحياناً إلى العامل الوراثي. وقد يعود الشعر إلى النمو من تلقاء نفسه دون أي مداخلات دوائية.

المعالجة
معالجةُ الصلع الشائع قليلة الجدوى. وهناك سائل خاص يدعى مينوكسيديل يستخدم مرتين في اليوم، وهو يحسِّن الترويةَ الدموية للجريبات والحليمات. ويمكن أن يستخدم المينوكسيديل في معالجة الصلع إلى حد ما. وهناك أقراصٌ تدعى فيناستيريد تعالج الصلع الشائع. وعندَ تناول قرص واحد في اليوم، فإنه يمنع تأثير الأندروجين في جريبات الشعر. ولكن، يمكن أن يسبب هذا الدواء تشوُّهات جنينية عند المرأة الحامل، لذلك يمنع استخدامه عند النساء. وتستغرق السوائلُ والأقراص المستخدمة في معالجة الصلع شهوراً عديدة قبل أن تظهرَ لها أي نتائج مفيدة لها. ويوصي معظمُ الاختصاصيين المرضى، الذين يتساقط شعرهم، باستخدام شامبو الأطفال. ولا ينصحونهم باستخدام مجفِّف الشعر، وأن عليهم عدم تمشيط الشعر قبلَ جفافه؛ فالشعرُ الرطب أضعف من الشعر الجاف.
تجري معالجةُ الثعلبة البقعية باستخدام الستيرويدات، إما عن طريق الفم أو عن طريق الحقن أو على شكل مرهم موضعي تُدهن به البقعة المصابة. كما يمكن استخدامُ سائل المينوكسيديل أو مادة تشبه القطران تسمى كريم أنثرالين لمعالجة الثعلبة البقعية أيضاً. وفي الحالات الشديدة من الثعلبة البقعية أو في حالات الثعلبة الشاملة، يمكن وصفُ أقراص الستيرويدات.
توجد سبلٌ علاجية أخرى للحالات الشديدة من الثعلبة البقعية أو الثعلبة الشاملة. ومن هذه العلاجات: المعالجة بالأدوية الكابتة للمناعة، مثل السيكلوسبورين، أو معالجة الجلد بالأشعة فوق البنفسجية بعد إعطاء المريض دواءً خاصاً عن طريق الفم. وتستخدم أدوية موضعية أحياناً تسبب رد فعل تحسسياً على الجلد. وهذه الأدوية يمكن أن تحرِّض نمو الشعر.
تعتمد معالجةُ تساقط الشعر على معرفة سببه؛ فمثلاً، يمكن أن تؤدِّي إضافةُ البروتين أو الحديد إلى غذاء المريض إلى إعادة نمو الشعر. وفي الحالات التي لا تنفع معها العلاجات الدوائية، يمكن التفكير بزراعة الشعر وباستخدام الشعر المستعار. وعلى المرضى حماية المناطق المكشوفة من حرق الشمس بسترها أو باستخدام واقيات الشمس. وعند عدم وجود حاجبين ورموش، يمكن للنظارات حماية العينين من الغبار والقذى.

الخلاصة
يمكن أن يكونَ تساقطُ الشعر أو الثعلبة علامةً على مرض خطير، لاسيما إذا كان تساقطُ الشعر سريعاً. وتكون المعالجةُ الناجحة ممكنة لعدد قليل فقط من المرضى. ولكن، قد يُضطرُّ المريض إلى التسليم بالصلع وقبوله، أو إلى تغطيته بالشعر المستعار، أو اللجوء إلى زراعة الشعر.